تأثير انتشار فيروس الكورونا المتفشي عالمياً يصل للأنمي. من الطبيعي أن انتشار وباءٍ كهذا، تسبب في إغلاق المحلات وشل الحركة داخل وخارج الدول، سيتمد تأثيره ليطال صناعة الأنمي اليابانية، لكن إلى أي حدٍ وبأي طريقة يؤثر فيها فيروس الكورونا على صناعة الأنمي؟ أول النواحي التي تأثرت بقوة بفيروس الكورونا كانت أي حدثٍ يتطلب تجمع عددٍ ضخمٍ من الناس في مكانٍ واحد، أي الفعاليات وما شابهها حيث يتجمع عشرات الألوف من المتابعين ومعجبي الأنمي. من أوائل المعارض التي قُرر إلغاؤها خوفاً من فيروس الكورونا كان Anime Japan، وهو من أكبر معارض الأنمي في اليابان كلها، تبعه Comiket وغيرهما، ولا يتُوقع أن يجرى أي حدثٍ ضخم في اليابان في المستقبل القريب. فعاليات كهذه أهميتها بالغة ليس فقط للشركات، التي تكلفت الملايين في التحضير لها وتعتبرها فرصة دعايةٍ مميزة وفرصةً للإعلان عن المشاريع الجديدة، بل لمعجبي الأنمي أيضاً. أما بالنسبة للأنميات نفسها فليس من المتوقع عرض أي فيلمٍ في الفترة الحالية، وبدأت تأجيلات العرض بالفعل مع فيلمي Violet Evergarden والمحقق كونان الذي كان من المقرر عرضهما في يومي 24 و17 من شهر أبريل الحالي. من المتفهم أن تتوقف عروض الأفلام، فصالات السينما تعرض متابعي الفيلم للخطر، إلا أن التأجيلات طالت الأنميات المتلفزة أيضاً، هذا وعلى الرغم من أنه وفي اليابان ما زال بالإمكان التجول والذهاب للعمل. تختلف أسباب تأجيل الأنميات المتلفزة، لكن كلها بشكلٍ عام تعود إلى طبيعة عملية إنتاج الأنمي العالمية، فاستديوهات الأنمي اليابانية لا تنتج الأنمي لوحدها، بل تعتمد على استديوهات أخرى في مختلف دول شرق آسيا لإجراء عمليات إنتاجية متنوعة لتخفيف العبء على الاستديو الياباني. بعض التقديرات مثلاً تقول أن نسبة كبيرةً من الاستديوهات اليابانية تصدر 30% من عملياتها الإنتاجية إلى استديوهاتٍ صينية، ما تسبب في تعطل إنتاج هذه الأنميات لعدم قدرة العاملين الصينيّين على الذهاب للعمل. بينما غرد رسام التحريك الياباني إيتشي كوبوياما، الذي شارك في أعمال منها 5-toubun no Hanayome و المحقق كونان، عن مدى سوء الوضع بالنسبة لموسم الأنميات الحالي. “يظن البعض أن توقف الأنميات جاء بسبب مؤدي الأصوات أو ما شابه، وهذا خاطئ. بصراحة، حتى لو تم حجر استديوهات الرسم لن تتأثر الأنميات كثيراً، لكن إغلاق استديوهات التصوير (المؤثرات وما شابهها) سيعيق عدداً كبيراً من الأعمال. كما أنه توجد أنميات تأجلت من أبريل إلى يوليو، إلا أنه وفي هذه الحالة، عرضها في شهر يوليو حتى لا يبدو ممكناً. هذا هو الوضع الحالي.” 何か声優のせいでアニメがストップしている印象だけど、違うからね。 正直、作画スタジオが閉鎖になっても大した影響は無いけど、撮影会社が閉鎖したら数作品落ちるよね。 あと、勝手に4月から7月に延期しているけど、今のままだと7月も無理だと思うよ。 そんな感じ。 — クボヤマ エイイチ (@kuboyamama) April 12, 2020 إضافة إلى هذا تشكل طبيعة إنتاج الأنمي الورقية عائقاً آخر. نظراً إلى كون الأنمي ما زال يستعمل الورق، يتم تناقل الرسومات بين الاستديوهات المختلفة المتشاركة في الإنتاج يدوياً، بل ويتم حتى نقلها جواً إلى دول شرق آسيا الأخرى، وبطبيعة الحال كان لتوقف أو تضييق التجوال داخل وخارج اليابان أثرٌ سلبي كبير على هذه العملية. “في بعض الأيام، ننجز فقط 10% من العمل المفترض بنا إنجازه، وفي أيام أخرى لا ننجز أي عمل”، يقول مدير إحدى الاستديوهات اليابانية التي تعتمد على استديوهات صينية في عملية الإنتاج. جداول إنتاج الأنميات المتلفزة ضيقة بالأساس، وهذا لا يزيد الحال إلا سوءاً، ما يجبر العديد من الشركات على تأجيل العرض. هكذا تأجل عرض ما يزيد على 6 أنميات تلفازية، من ضمنها أنمياتٌ شهيرة مثل الموسم الثاني من Re:Zero والموسم الثالث من Yahari، ومع غياب بدائل رقمية جاهزة للتطبيق في الصناعة ككل وبدء اليابان في فرض حالة الطوارئ واتخاذ إجراءات أشد لمحاربة انتشار الوباء، يتوقع أن يزيد وضع الصناعة اليابانية سوءاً. في هذه الظروف بدأت استديوهات الأنمي في إيقاف العمل، فاستديو كيوتو أنيميشن أعلن عن توقف العمل في الاستديو لمدة شهرٍ مبدئياً. تم الإعلان عن تأجيل عرض الموسم الثالث من أنمي ياهاري وذلك خوفًا من إنتشار فيروس كورونا باليابان حيث كان من المقرر عرضه بتاريخ 9 أبريل القادم، ولم يتم الكشف عن موعد عرضه الجديد حتى الآن. pic.twitter.com/NXnR4Ttutq — AnimeTherapy | أنمي ثيرابي (@AnimeTherapy) April 7, 2020 لكن بعض الشركات تحاول النظر إلى الأزمة الحالية على أنها فرصةٌ فريدة. يقول البعض أن هذه الأزمة ستزيد الطلب على خدمات عرض الأنمي عبر الإنترنت، ما يعزز السوق هذا بشكلٍ كبير، وشركاتٌ أخرى بدأت بالفعل في عرض أعمالها مجاناً عبر منصاتٍ متنوعة. شركاتٌ أخرى ترى أنها فرصةٌ لتسريع الإنتقال إلى وسائل أكثر سهولةً وانتشاراً للتواصل مع المعجبين، مثل بث الجلسات مع السيو وما شابهها عبر الإنترنت، ما يسمح بانتشارٍ أقوى للأنمي الياباني عالمياً حتى بتقوية وجوده على الشبكة العالمية. من ناحية أخرى يدعو البعض إلى إعادة النظر جدياً في نظام إنتاج الأنمي الحالي، زاعمين أن أزمة الكورونا كشفت نقاط ضعف النظام الإنتاجي الورقي.